أين الجثة…؟؟ القنصلية العامة ب”فيرونا” تعود بنا لزمن “خاشقجي”
هنا الخبر_ يسير الإيحيائي
أين الجثة …؟؟؟؟ ،سؤال عالق منذ سنوات بعد إغتيال الصحفي السعودي المعارض “جمال خاشقجي” الذي إعتبر حادث إغتياله داخل قنصلية بلاده في تركيا أحد أهم الجرائم السياسية في عصرنا الحديث.
تشاء الأقدار أن يتكرر هذا السؤال بنفس الطريقة والصيغة في مكان جغرافي آخر ، لكن القاسم المشترك بين الحادثين هو إسم القنصلية العامة، فذاك سعودي قطع إربا وذوبت جتثه في الأسيد ، وهذا مغربي دفن في مقبرة إيطالية بسبب التقصير والتهاون وغياب الحس الإنساني في التعاطي مع مثل هذه الملفات من طرف السيدة القنصل العام ب”فيرونا”، رغم وجود ما يثبت أن الجثة التي تم العثور عليها في البحر تعود للمرحوم “أيوب لخلالقي”، بناء على شهادة مسلمة من السلطات الإيطالية وفضلا عن إشهاد وتصريح مصادق عليه من طرف أحد أقرباء الهالك بأن الأخير ضاعت منه وثائق الهوية الأصلية إلى غير ذلك من الضمانات والأذلة التي تقطع الشك باليقين، ورغم كل هذه القرائن المادية الملموسة المتوفرة لدى المصالح القنصلية لنقل الجثمان إلى أرض الوطن إكراما له ولعائلته التي كانت تمني النفس بإلقاء النظرة الأخيرة على فقيدها ودفنه بطريقة إسلامية عوض دفنه في مقابر النصارى دون حتى أن يغسل ويصلى عليه.
إن الحادث المأسوي الذي هز مشاعر الجالية المغربية المقيمة بالديار الإيطالية جاء ليدق ناقوس الخطر من جديد تجاه ما يقع في قنصلية “فيرونا ” تحديدا، ويبعث بإشارات واضحة لوزارة الخارجية أن تتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سواء على مستوى مصلحة نقل الجثامين أو على مستوى العلاقات المتشنجة بين رئيسة المركز والطاقم الإداري من الموظفين التابعين للوزارة أو الملحقين من الإدارة العامة للأمن الوطني ووزارة العدل، فلا يخفى عن أحد أن “القيامة نايضة” في هذه القنصلية بسبب سوء التدبير والتسيير لدرجة التخبط وهو الشيء المرفوض تماما ويستوجب التعجيل بإيفاد لجان مركزية للإستماع والتمحيص وإعادة القطار إلى مساره الصحيح بغض النظر عن علاقات “نون النسوة” التي إدعت أمام المرؤوسين منذ أيام أن الوزارة تقف معها مائتين في المائة، فقط هذه الجملة إذا ما تأملنا في مضمونها الحقيقي قد نستنتج بكل وضوح أنها رسالة مشفرة للموظفين “أن لا تتعبوا أنفسكم وتضيعوا حبركم في رفع الشكايات ضدي إلى المصالح المركزية”، فلا تفسير لهذه الجملة إلا ما إستنتجناه ضمنيا من فحواها الضيق الذي يؤكد السلطوية والعلاقة العمودية في هذه الإدارة.
وفي إنتظار أن تقوم الجهات المعنية بما يلزم خاصة بعد تبوث التقصير والإهمال في ملف نقل المرحوم “أيوب لخلالقي” نعيد التساؤل من جديد: أين الجثة ؟؟؟ ومن الذي أوصلنا إلى سلك المساطر القضائية لإعادة الرفات إلى أرض الوطن بعدما كان الأمر لا يتطلب سوى ترخيصا عاديا مقابل إكرام ميت ضاعت حرمته بين تعنت هذا وذاك في قنصلية ذاعت سمعتها السيئة في أوساط كل قنصليات المغرب بالمعمور.