الجالية المغربية بإسبانيا بين الحلال و الحرام
سعيد الحارثي.مدريد
يعيش حوالي مليون شخص من الجالية المغربية في إسبانيا ، بحيث تعتبر الجالية المغربية الأولى من حيث العدد بعد الجالية الرومانية، أما عدد المسلمين فقد تجاوز المليونين و نصف ، لذلك ارتأت الدولة الإسبانية إحداث مؤسسة إسلامية شبه مستقلة تدير الشأن الديني في البلاد وتراقب المساجد والمراكز الدينية، إذ بالفعل أصبحت المفوضية الإسلامية منذ 1992 هي من تسهر على شؤون المسلمين شريطة أن يكون الرئيس من دولة غير المملكة المغربية.
المفوضية الإسلامية التي مقرها في مدريد بدأت العمل بمباركة من القصر الملكي ، في شخص الملك فيليبي السادس ، و بدعم مالي مهم من الحكومة الإسبانية لم تنجح في الكثير من الإصلاحات التي وعدت بها المسلمين ، بحيث عجزت عن تشييد مقبرة للمسلمين في مدريد و فشلت في مراقبة المسالخ التي تذبح فيها الدواجن والبقر بالطريقة الإسلامية و ضمان الأكل الحلال للجالية المسلمة.
مكتب” هبة بريس” بمدريد نبش في موضوع اللحوم و الدواجن التي تباع في المجازر الإسلامية ، تلك المحلات التي إرتفع عددها في الآونة الأخيرة و أصبح المغاربة يتهافتون على تشييدها كي تذر عليهم الكثير من الأرباح ، خصوصا في غياب مراقبة الأثمنة ، فقد نجد أن كيلوغراما من الدجاج في المراكز التجارية يساوي 3,25 يورو أما في مجازر المسلمين نجده ب 6,50 يورو أي بنسبة تناهز الضعف و هذا ما لا يشجع الجالية المسلمة على أكل الحلال
غير أن السؤال هنا ، هو هل كل ما يباع في هذه المحلات حلال ؟؟؟
ولتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع ، قمنا بالإتصال بأحد المسؤولين في أ لمفوضية الإسلامية الذي اتسع صدره للإجابة عن مجموعة من الأسئلة كان أبرزها ، هل كل ما يباع في المجازر الإسلامية “بين قوسين ” حلال 100/100؟ ، و هل هناك مراقبة صارمة أو لجنة تفتيش مختصة تقوم بمراقبة هذه المجازر ؟
جواب المسؤول كان جد دبلوماسي ، حيث قال “إن المفوضية الإسلامية في إسبانيا ليست مسؤولة عن كل ما يباع في المجازر الإسلامية من لحوم و دواجن ، و ليس لها لجان مختصة لمراقبة هذه الإنتهاكات لا من حيث الأثمنة ولا من حيث الإقرار بحلاليته، وهذا مشكل نعيشه في إسبانيا بالخصوص، مضيفا: ” نحن كمفوضية إسلامية لا يمكن لنا أن نجزم بأن اللحوم و الدواجن التي تباع في هذه المحلات حلال 100/100 ”
بعد هذا التصريح، كان لنا حوار مع مجموعة من أفراد الجالية المغربية جاء فيه ” نحن نشتري اللحوم من المجازر الإسلامية و نقول بإسم الله ونأكل (والتقليد عليهم) أي نحن نشتري بحسن النية على أن ما يباع في المجازر حلال” و منهم من قال ” أنا أشتري اللحم و الدجاج من المراكز التجارية و أنا أ علم جيدا بأن نفسه تماما الذي يباع في المجازر الإسلامية و يدعون أنه حلال ، أنا أوفر الكثير من المال لأنهم يبيعون لنا نفس البضاعة بأثمنة جد باهظة