
الجزائر وفرنسا.. هل تنتهي الأزمة بعد محادثات بارو وتبون؟
هبة بريس_ يوسف أقضاض
قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس الأحد، إن العلاقات بين فرنسا والجزائر عادت إلى طبيعتها، عقب محادثات استمرت ساعتين ونصف الساعة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. تأتي هذه التطورات بعد شهور من الخلافات التي أثرت على المصالح الاقتصادية والأمنية لباريس في مستعمرتها السابقة.
على الرغم من هذا الاتفاق، يبدو أن العلاقات بين البلدين قد تظل عرضة للتوترات المستقبلية، إذ لا يعني الاتفاق الحالي أن الأزمة قد انتهت. هنالك تيار قوي داخل فرنسا يطالب بإعادة النظر في هذه العلاقات، منتقدًا ما يعتبره “سياسة ابتزاز وتهديد” تتبعها الجزائر كلما ظهرت قضايا خلافية.
تاريخ العلاقات بين باريس والجزائر مليء بالتعقيدات، حيث تدهورت بشكل كبير في يوليوز الماضي بعد تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أشار إلى أن حل النزاع في الصحراء المغربية يكمن في خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ما أغضب الجزائر بشكل كبير. ويقول مسؤولون فرنسيون إن تدهور العلاقات كانت له تداعيات كبيرة في المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
يذكر مسؤولون فرنسيون أن الجزائر فرضت عراقيل على الشركات الفرنسية، خاصة في مجالات التراخيص الإدارية والتمويل. ومن بين القطاعات المتأثرة، كان قطاع استيراد القمح، حيث استبعدت الجزائر الشركات الفرنسية ضمنيًا من المناقصات منذ أكتوبر الماضي.
كما أبرز بارو الصعوبات الاقتصادية بين البلدين في قطاعات مثل الزراعة والسيارات والنقل البحري. بالإضافة إلى التوترات الاقتصادية، شهدت العلاقات بين باريس والجزائر أيضًا توترات أمنية، خاصة مع توقف التعاون بين البلدين في مجال مكافحة التشدد الإسلامي.
كما ساهم اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في نونبر الماضي في زيادة حدة التوترات بين الجانبين، حيث حكم عليه بالسجن خمس سنوات.
وفي سياق داخلي، تزايدت الضغوط على حكومة ماكرون لتشديد سياسات الهجرة، حيث دعا وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو إلى مراجعة اتفاقية عام 1968 التي تُسهل على الجزائريين الاستقرار في فرنسا، في أعقاب رفض الجزائر استعادة مواطنيها الذين صدرت لهم أوامر بمغادرة فرنسا.
بعض المراقبين يرون أن العلاقات الجزائرية الفرنسية ستظل متوترة على الرغم من التفاهم الحالي بين الحكومتين، خاصةً في ظل الموقف الفرنسي من قضية الصحراء المغربية، وعدم وجود مؤشرات على تراجع ماكرون عن موقفه الداعم لمغربية الصحراء.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X