الحكومة الهولندية ترد رسميًا على مغاربة هولندا بشأن التمييز والعنصرية (صورة)

طارق عبلا من هولندا

تلقت جمعية “حوار”، وهي جمعية مغربية تعمل ضمن شبكة مؤثرة من الجمعيات النشيطة في هولندا، ردًا رسميًا من الحكومة الهولندية بتاريخ 23 يناير 2025 على الرسالة التي وجهتها بالتعاون مع عدد من المنظمات الأخرى في 16 ديسمبر 2024.

و عالجت الرسالة مخاوف متزايدة بشأن التمييز والكراهية في المجتمع، مثل معاداة السامية وكراهية المسلمين. جاء هذا الرد ليؤكد التزام الحكومة بمكافحة كافة أشكال التمييز وتعزيز التماسك الاجتماعي.

وتعد جمعية “حوار” من أبرز الجمعيات المغربية الفاعلة في هولندا، حيث تعمل مع شبكة قوية من الجمعيات المغربية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد لتعزيز قيم العدل والمساواة، والتصدي لكافة أشكال العنصرية والكراهية.

كما تسعى الجمعية إلى بناء جسور التفاهم والحوار بين مختلف مكونات المجتمع الهولندي.

و كان للأحداث المؤسفة التي شهدتها أمستردام في أكتوبر الماضي، بسبب الشغب المرتبط بمباراة كرة القدم، تأثير كبير على الأجواء الاجتماعية، ما أدى إلى استشعار الجمعيات المغربية ضرورة التحرك.

وفي خطوة استباقية وملهمة، نظمت جمعية حوار اجتماعًا كبيرًا في أوفرفيخت بمدينة أوتريخت، ضم مجموعة واسعة من الجمعيات المغربية النشيطة من مختلف أنحاء هولندا.

خلال هذا الاجتماع، تم التوصل إلى توافق بشأن أهمية توحيد الجهود لمواجهة التحديات الاجتماعية وتعزيز التواصل والحوار داخل المجتمع الهولندي.

وأسفر الاجتماع عن تأسيس شبكة مغاربة العالم للتواصل والحوار، التي تهدف إلى دعم التفاهم المتبادل وتعزيز العمل الجماعي بين الجمعيات المغربية في هولندا.

في ردها، أعربت الحكومة الهولندية عن أسفها لشعور بعض المواطنين بعدم الانتماء الكامل إلى المجتمع، وأكدت أن الدستور الهولندي، وخاصة المادة الأولى المتعلقة بالمساواة، يشكل الأساس لسياساتها.

كما أعلنت الحكومة عن إعداد برنامج وطني لمكافحة التمييز والعنصرية بالتعاون مع “المنسق الوطني لمكافحة التمييز والعنصرية”.

ويتضمن البرنامج إنشاء منظمة مركزية للإبلاغ عن التمييز وتقديم الدعم للضحايا، مما يُسهم في التصدي لهذه القضايا بشكل أكثر فاعلية.

وأكدت الحكومة أهمية الحوار والتواصل كوسيلة لتجاوز التحديات الاجتماعية وتعزيز التفاهم المتبادل بين المواطنين.

وشددت الحكومة في خطابها على أن مكافحة العنصرية والتمييز تتطلب أكثر من مجرد خطط إدارية، فهي تستدعي أيضًا لتعزيز الحوار والاستعداد للتفاهم المتبادل.

كما أثنت على جهود جمعية حوار وشبكتها الجديدة لتعزيز التواصل والتفاهم في المجتمع الهولندي.

وأعربت جمعية حوار عن ترحيبها بالرد الحكومي، مشيدة بالجهود المبذولة لتعزيز قيم المساواة والعدالة.

كما أكدت الجمعية أهمية التعاون مع الحكومة والمجتمع المدني لمواجهة التحديات الاجتماعية.

وأعلنت الجمعية أن تأسيس شبكة مغاربة العالم للتواصل والحوار يمثل خطوة محورية نحو تحقيق هذه الأهداف، حيث ستعمل الشبكة على بناء جسور التفاهم والعمل الجماعي بين الجمعيات المغربية النشيطة في هولندا، مع التركيز على تعزيز التماسك الاجتماعي ومحاربة الكراهية.

تمثل جمعية حوار، مع شبكة مغاربة العالم للتواصل والحوار، نموذجًا للعمل الجماعي المنظم في مواجهة التحديات الاجتماعية. وتجدد الجمعية التزامها بمبادئ الحوار والتفاهم، داعية الجميع إلى الانخراط في بناء مجتمع أكثر عدالة وتماسكًا.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى