السعدي: كتابة الدولة متجندة أمام جميع المحاولات الفاشلة للسطو على التراث المغربي

هبة بريس – الرباط

أوضح لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني أن تثمين وحماية منتوجات الصناعة التقليدية يحظيان باهتمام كبير من لدن كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ويعتبر من بين المحاور الأساسية التي يتم الاشتغال عليها وفق مقاربة شمولية ومنظور متكامل يستهدف تجويد منتوجات الصناع التقليديين عبر مختلف مراحل سلسلة القيم بدءا من توفير المواد الأولية والتجهيزات الملائمة والتكوين والانعاش وتوفير الخبرات اللازمة للرفع من جودة المنتوجات وضمان توافقها مع معايير الجودة العالمية، وصولا إلى تسويق المنتج وتمكينه من مواجهة المنافسة القوية لبعض المنتوجات المشابهة والأقل جودة وكلفة، وكذلك تمكين الحرف التقليدية من مقومات الصمود أمام تطورات العصـر وحمايتها من الاندثار، فضلا عن حمايتها من بعض المحاولات الفاشلة التي تستهدف السطو على تراثنا وتاريخنا الذي تحتل فيه صناعتنا التقليدية مكانة جد متميزة.

أما بخصوص الإجراءات والتدابير المتخذة لحماية القفطان والزليج المغربي فقد أكد السعدي على أنه فضلا عن التدابير المتخذة لحماية وتثمين جميع فروع الصناعة التقليدية تم اتخاذ إجراءات خاصة بالنسبة لهذين الفرعين اعتبارا لحمولتهما الثقافية ومكانتها عند المغاربة، وكذلك بالنظر لما يتعرض له هذان الفرعان من محاولات للسطو.

ففيما يخص القفطان المغربي، تم إحداث العلامة الجماعية للتصديق “قفطان مغربي” (Caftan Marocain)، والتي تهم مجموعة من القفاطين المصنوعة حسب التقنيات الحرفية التقليدية المغربية، وتم إيداع هذه العلامة بالمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية شهر يناير 2025، علما أن إحداث هذه العلامة تم وفق مقاربة تشاركية وتشاورية مع عدد من الصانعات التقليديات لمعلمات وفاعلات في مجال الموضة والتصميم في مجال القفطان، وبتنسيق مع شركائنا بقطاعات أخرى معنية.

أما بالنسبة للزليج فقد تم إحداث العلامة الجماعية للتصديق “زليج تطوان”، وهي علامة خاصة بزليج تطوان المنتج عبر عملية تصنيع حرفية تقليدية وكل ما يرتبط بها من أنماط زخرفية ورسوم هندسية (عناصر التبليط والعناصر الزخرفية المعمارية الداخلية والخارجية…)، وتم إيداع هذه العلامة بالمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية شهر يناير2025؛

كما تم إحداث أربع علامات خاصة لحماية كلمة “زليج” و”زليج مغربي”، بثلاث لغات (العربية والفرنسية والأمازيغية)، وتم إيداع هذه العلامات بالمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية خلال الربع الأخير من سنة 2024 وبداية 2025؛

وأضاف السعدي أنه على مستوى حماية الحرف التقليدية من الاندثارتم إرساء منظومة رقمية تهدف إلى تدوين المعارف والتقنيات ونقلها عبر الأجيال، وقد ساعد هذا البرنامج على توثيق وتوصيف 32 حرفة للصناعة التقليدية ذات الحمولة الثقافية، شملت ميادين الخشب والجلد والطين والنسيج والمعادن، كما تم وضع منظومة تكوينية ملائمة مدعومة بمنصة إلكترونية تسمى ب “المعلم”.

وقال ” الشـراكة المتينة التي تجمع بين كتابة الدولة ومنظمة اليونسكو في هذا الإطار، مكنت من وضع مقاربة تهدف إلى تحديد وتصنيف الصناع التقليديين حاملي المعارف والمهارات المرتبطة بحرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض ك “كنوز حرفية مغربية” وتشجيعهم على نقل معارفهم ومهاراتهم إلى الشباب الناشئ من أجل ضمان استدامة هذه الحرف.

وفي معرض جوابه أكد السعدي أن كتابة الدولة أيضا وبشكل متواصل تعمل على استغلال الإمكانات التي تتيحها منظومة التكوين المهني بهذا الخصوص، من خلال تأهيل الصانعات والصناع التقليديين وتحفيزهم وتقوية قدراتهم التقنية والمعرفية، كما تعمل بانتظام واضطراد على تنمية هذه المنظومة، عبر تحسين جودة التكوين، وتنويع العرض التكويني، وتأهيل البنيات والأطر البيداغوجية، وفق مقاربة تشاركية مع مختلف الفاعلين والمعنيين بهذه المنظومة، ويظهر ذلك من خلال مجموعة من التدابير والإجراءات، ومن بينها :

– تنويع عروض التكوين، واستهداف حرف واعدة للتكوين في صنفي الصناعة التقليدية الإنتاجية والخدماتية؛

– إحداث وتوسيع مجموعة من المؤسسات على الصعيد الوطني، وكذا إعداد وتحيين مرجعيات التكوين مع إحداث شعب جديدة؛

– وضع مخطط لتعزيز وتنمية قدرات الصناع التقليديين، من خلال إنجاز 20 ألف /شخص/يوم/ تكوين سنويا، تشمل إلى جانب المجال التقني تكوينات أفقية كالصحة والسلامة والترويج الإلكتروني والتربية المالية واللغات…؛

– تحسين جاذبية التكوين الأولي في حرف الصناعة التقليدية، حيث تم تحقيق حصيلة إيجابية وذلك بتكوين 48.325 من الشباب خلال الفترة الممتدة ما بين 2022 و2024، علما بأن نسبة إدماج خريجي مؤسسات التكوين المهني تفوق 85%.

– التصديق على مكتسبات التجربة المهنية باستهداف 1641 صانعة وصانع تقليدي، من بينهم 1019 توجوا بشهادات تثبت توفرهم على الكفاءات المهنية المطابقة لمزاولة الحرفة، بشـراكة مع قطاع التكوين المهني وغرف الصناعة التقليدية؛



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى