القنيطرة.. تفاقم ظاهرة تسول الأطفال عند المدخل يستدعي تدخلاً عاجلاً

هبة بريس

أصبحت ظاهرة تسوّل الأطفال عند مخرج الطريق السيار بمدخل مدينة القنيطرة في اتجاه سيدي علال البحراوي مشهدًا يوميًا يثير استياء مستعملي الطريق.

هؤلاء الأطفال، إما بمفردهم أو برفقة أمهاتهم، ينتشرون بين السيارات طلبًا للمال، مما يعرّض حياتهم للخطر ويعرقل حركة السير، ناهيك عن الصورة السلبية التي ترسّخها هذه الممارسات عن الطفولة والمجتمع.

عكس ما قد يعتقد البعض، فإن هذه الظاهرة ليست نتيجة الفقر أو الحاجة، فالمنطقة تعرف انتعاشًا اقتصاديًا بفضل نشاطها الفلاحي والصناعي، مما يتيح لأولياء الأمور فرص عمل تمكّنهم من تلبية حاجيات أسرهم. إلا أن بعضهم، وللأسف، يفضّلون اللجوء إلى التسوّل كوسيلة سهلة للكسب، مستغلين براءة أطفالهم لاستدرار عطف المارة، في سلوك غير مسؤول لا يمكن التساهل معه.

إن استمرار هذه الظاهرة دون تدخل صارم يشكّل خطرًا على هؤلاء الأطفال، الذين من المفترض أن يكونوا داخل المدارس، يتعلمون ويكتسبون مهارات تؤهلهم لمستقبل أفضل، لا أن يتم استغلالهم في الشوارع بطرق مهينة.

وهنا يبرز دور السلطات المحلية، التي يجب أن تتخذ إجراءات حازمة لمحاسبة أولياء الأمور الذين يدفعون أبناءهم إلى هذا المصير، عبر تفعيل القوانين الرادعة والتدخل الاجتماعي الفعّال.

كما أن هيئات المجتمع المدني مطالَبة بتكثيف الجهود من أجل توعية الأسر بخطورة هذا السلوك، والعمل على إعادة إدماج الأطفال المتسوّلين في المنظومة التعليمية.

فمواجهة الظاهرة تستوجب مقاربة صارمة تقوم على المحاسبة من جهة، والتوجيه والتوعية من جهة أخرى، لضمان الحد منها نهائيًا.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى