شبكة نصب تستهدف الطلبة المغاربة في الجامعات الأوروبية
هبة بريس – محمد زريوح
يتعرض عدد من الطلبة المغاربة الراغبين في متابعة دراساتهم العليا بالجامعات الأوروبية لعمليات احتيال ممنهجة تستغلهم ماليًا عبر مطالبات برسوم دراسية مزيفة بعد قبولهم في تلك المؤسسات. هذه الظاهرة أثارت قلقًا واسعًا بين الطلبة وأسرهم.
و بمجرد وصول الطلبة إلى الدول الأوروبية يتلقون رسائل نصية تزعم أنها صادرة عن الجامعات التي تم قبولهم فيها.
الرسائل تطلب دفع رسوم دراسية إضافية وتقدم وعودًا كاذبة مثل تسهيل الحصول على تأشيرات دراسية طويلة الأمد أو منح مالية بهدف الاستيلاء على أموالهم دون تقديم أي خدمات حقيقية.
هذه الرسائل تصمم بطريقة احترافية لإثارة الخوف بين الطلبة وتحتوي على تهديدات بعواقب قانونية مثل رفع دعاوى قضائية أو إحالة الملفات إلى جهات التقاضي مع تحديد مهلة زمنية قصيرة جدًا للدفع.
العديد من هذه الرسائل تحمل أسماء جامعات معروفة مثل جامعات إقليم الباسك وفالنسيا والجامعة المستقلة في مدريد مما يزيد من مصداقيتها المزيفة.
لم تقتصر عمليات النصب على الجامعات الإسبانية فقط بل انتشرت إلى دول أخرى في أوروبا مثل بريطانيا ودول أوروبا الشرقية حيث يتم توجيه الطلبة عبر إعلانات وهمية لدفع رسوم معالجة ملفاتهم أو للحصول على سكن جامعي. عند وصولهم يكتشفون أن الوعود كانت كاذبة وأن الأموال قد اختفت.
أصدر المعهد الوطني للأمن السيبراني في إسبانيا تحذيرات للطلبة بعدم الرد على الرسائل المشبوهة أو إجراء أي تحويلات مالية داعيًا إلى التواصل مباشرة مع الجامعات أو السفارات للتحقق من أي مطالب مالية.
كما أوصى بجمع الأدلة المتعلقة بأي محاولات احتيال مثل الرسائل ولقطات الشاشة وتقديمها للسلطات المختصة.
الخبراء ينصحون الطلبة بتجنب التعامل مع وسطاء غير موثوقين أو مواقع إلكترونية غير رسمية والاعتماد فقط على القنوات الرسمية للجامعات أو المؤسسات الحكومية مع التأكد من صحة المعلومات والرسائل قبل اتخاذ أي إجراء مالي.
هذه العمليات الاحتيالية تكشف عن شبكة منظمة تستغل طموحات الطلبة للدراسة في الخارج.
هناك حاجة ملحة لتكثيف جهود التوعية بين الطلبة وأسرهم وتعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والحكومات الأوروبية لمكافحة هذا النوع من الجرائم الذي يهدد مستقبل الشباب ويستنزف مواردهم.