مأدبة السلام تجمع بين الأديان لتعزيز التعايش الاجتماعي في أمستردام (فيديو)
طارق عبلا من امستردام
احتضن مقر جمعية الصداقة في أمستردام لقاءً استثنائياً حضره حشد كبير من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية والدينية.
الحدث، الذي حمل عنوان مأدبة السلام، جاء على خلفية أحداث شهدتها المدينة مؤخرًا وأثارت نقاشات حادة حول قضايا التعايش الاجتماعي.
وترأس اللقاء أحمد المسري، الذي قدم رؤية متوازنة عن أهمية السلام والمودة كدعائم أساسية لتعزيز الروابط الاجتماعية في المجتمعات المتعددة الثقافات.
وقد استقطب هذا الحدث شخصيات تمثل الديانات السماوية الثلاث: اليهودية، المسيحية، والإسلام، مما أضفى على النقاش طابعاً حوارياً مميزاً يعكس التنوع الثقافي في هولندا.
و تناول المشاركون خلال اللقاء مفاهيم أساسية في السلام والتعايش في هذه البلاد، وأهمية تعزيز الأمان المجتمعي.
وأكدوا أن الحوار المفتوح بين الأديان والثقافات هو السبيل الوحيد لتجاوز التوترات.
كما سلطوا الضوء على خطورة الخطابات السياسية والإعلامية التي تتبنى الإقصاء و تساهم في خلق فجوات بين مكونات المجتمع.
من بين المحاور المهمة التي ناقشها الحاضرون، كان دور الإعلام في تغطية أحداث أمستردام، حيث أشار البعض إلى افتقار التغطية الإعلامية إلى الحياد، ما أسهم في تأجيج التوترات.
كما انتقدوا تصريحات بعض السياسيين التي تحمل أيديولوجيات إقصائية، مشددين على أن مثل هذه الخطابات لا تخدم مصالح البلد، بل تعرقل جهود تعزيز التماسك المجتمعي.
واختُتم النقاش باتفاق جماعي على ضرورة مواجهة هذه التحديات عبر تعزيز ثقافة الحوار والتسامح، وتكريس خطاب متوازن يخدم مصلحة جميع أطياف المجتمع.
وشدد الحضور على أن بناء مجتمع متماسك يتطلب جهداً جماعياً يشمل كافة الأطراف، من سياسيين وإعلاميين ومواطنين.
كعادتها في تنظيم مثل هذه اللقاءات، اختتمت جمعية الصداقة الأمسية بمأدبة عشاء قدمتها الشاف الملقبة ب “حفيظة” الشخصية المعروفة بدورها الفاعل والمؤثر في المجتمع.
المأدبة، التي جمعت الحاضرين من مختلف الخلفيات حول مائدة واحدة، كانت بمثابة تتويج عملي لمفهوم التعايش الذي دعا إليه اللقاء.
هذا الحدث المتميز لم يكن مجرد تجمع عابر، بل كان رسالة واضحة تؤكد أن السلام والتفاهم قادران على جمع الشعوب رغم اختلافاتهم.
الأمسية التي وثقتها “هبة بريس”، تمثل نموذجًا ملهمًا يمكن أن يُحتذى به في أماكن أخرى تسعى إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وبناء جسور الحوار بين الثقافات.
في الفيديو أدناه، تفاصيل هذا اللقاء الذي جمع أتباع الديانات الثلاث في أجواء مفعمة بروح الأخوة والتفاهم.