مرة أخرى… بيروقراطية قنصلية “فيرونا” تتسبب في نقل مرتفق إلى المستعجلات
يسير الإيحيائي
يبدو أن الأمور تجاوزت حدود التحمل والإحتمال، فإن قلنا التحمل فنقصد الصبر والجلد والحلم، وإن عرجنا نحو الإحتمال قصدنا الإمكانية والترجيح والسببية، كلها مرادفات ستجرنا لا محال إلى القنصلية العامة ب”فيرونا” التي يهان فيها المرتفق بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
فليس من العيب ولا الغريب ان نرى شخصا يعاني في مرحلة معينة من إنخفاض الضغط الدموي لدرجة فقدان الوعي والإنهيار ، بل عندما تتسبب ذات القنصلية العامة في هذه المخاطر الصحية فتلك أمور أخرى يلزمنا أن نربطها بحسن الإستقبال وتجويد الخدمات اللذان يعتبران من الأسس الأصيلة لتعامل الإدارات مع المرتفق بشكل عام.
مناسبة هذا الحديث تشد بنا الرحال إلى قنصلية عامة برزت في الآونة الأخيرة بفضائح غير معهودة لعل آخرها كانت دفن جثة مهاجر مغربي تام الجنسية وكامل الأهلية في مقابر النصارى بسبب التقصير والإهمال، لكن الجديد هو ما وقع اليوم داخل أسوار هذه المؤسسة الرهيبة التي يعتبر الداخل إليها مفقود والمغادر مولود، حيث سقط مهاجر مغربي مغمى عليه بعد سياسة “طلع ونزل” من مصلحة إلى أخرى وهو الذي يتوفر على موعد مسبق لإنجاز مآربه الإدارية، إذ من المفترض أن تتم تلك العملية بسلاسة ونجاح كما تقتضيه جميع المعاملات الإدارية.
فهل يسعنا الوقت أن نقول ما قيل سابقا وكررناه في عدة مناسبات؟ كيف يعقل أن يدخل مرتفق هذه القنصلية سليما معافى ويخرج على متن حمالة طبية نحو قسم المستعجلات دون أن يفتح تحقيق في النازلة ؟.
سؤال نطرحه على وزارة الخارجية باعتبارها الوصية على شؤون القنصليات وشؤون مغاربة المهجر، علما بأن هذه القنصلية العامة لا تفرق في تعاملها بين الشاب والعجوز ، ولا بين السليم والمنهك، ولا البعيد أو القريب شأنها شأن النار التي تحرق الأخضر باليابس.
مشهد مريع ذاك الذي ننقل صورته في أعلى المقال لسيارة إسعاف حلت بالقنصلية على عجل لنقل مهاجر مغربي يصمد أمام مصاعب الحياة كلها ويستسلم أمام جبروت بعثة قنصلية تسمى “القنصلية العامة بفيرونا”.
وكي نكون منصفين وعادلين رغم كل ما يقال عن هذه المؤسسة، نذكر بأن المصائب لا تأتي فرادى وقد يكون القدر قد تحامل بدوره عن مسؤولين أكفاء هبت الرياح بما لا تشتهيه أنفسهم في العلن والخفاء.