وضع حجره الأساس السلطان المغربي مولاي يوسف.. قصة تشييد المسجد الكبير بباريس
هبة بريس – الرباط
يجهل عدد من المغاربة قصة وتاريخ تشييد المسجد الكبير بباريس والذي تحاول الجارة الشرقية الاستحواذ عليه وسرقته معنويا.
وحسب مراجع تاريخية, فتعود تفاصيل تشييد المسجد الى بين سنتي 1179 و1765، حين كان المغرب تحت حكم السلطان محمد بن عبد الله (محمد الثالث) مركزًا دوليًا جذب اهتمام دول أوروبية والولايات المتحدة.
و في سنة 1765، شن الأسطول الفرنسي هجومًا على مدينتي سلا والعرائش بزعم القضاء على “أوكار الإرهاب”، ودمّر المدينة, قبل أن يتصدى المغاربة بقيادة السلطان محمد بن عبد الله لهم، وأسقطوا العديد من الجنود الفرنسيين بين قتلى وأسرى.
بعد ذلك، لجأت فرنسا إلى طلب وساطات لإنهاء النزاع، مما أسفر عن توقيع اتفاقية مغربية فرنسية في 1767، تضمنت شروطًا بينها بناء مساجد للمسلمين في فرنسا.
وفي سنة 1922 السلطان المولى يوسف الى باريس لوضع الحجر الأساس لمسجد باريس، أول مسجد للمسلمين في فرنسا، وعاد إلى زيارته سنة 1926 لكي يؤدي به الصلاة مباشرة بعد انتهاء الأشغال داخله ليفتتحه شخصيا.
ويعد مسجد باريس الكبير من أقدم وأعظم الأماكن الإسلامية في العاصمة الفرنسية، إذ يتميز بطرازه العربي المغربي الذي تم إنجازه بأيادي حرفيين وصناع مغاربة.
وتبلغ مساحة المسجد الكبير بباريس، 7500 متر مربع، وتم بناؤه على أنقاض مستشفى “الرحمة”، وترتفع مأذنته 33 متر ويسع المسجد ألف مصل، فيما تتسع ساحته ألفى مصل، ليصل إجمالى المصلين الذين يمكن أن يسعهم 3000 مصل.