إغلاق فرع الشركة الوطنية للنقل و اللوجيستيك بطنجة يثير الجدل و يضاعف الغموض

هبة بريس ـ الرباط 

أعلنت الشركة الوطنية للنقل والوسائل اللوجستيكية، عبر فرعها المتخصص في سلاسل الإمداد، عن الإغلاق النهائي لفرعها في المنطقة الحرة بميناء طنجة المتوسط.

و يأتي هذا القرار بعد إعلان زبونها الرئيسي، شركة Décathlon، عن وقف تعاونه معها رغم مفاوضات طويلة استمرت لمحاولة الحفاظ على هذه الشراكة التي امتدت لعقد من الزمن.

وبهذا الإغلاق، تغادر الشركة الوطنية للنقل المنطقة الحرة، حيث كانت تمثل حضورًا للقطاع العمومي إلى جانب الشركات الأجنبية، وهو ما يثير تساؤلات حول أسباب هذا الإخفاق، ومدى قدرة الشركة على تنويع عملائها بدل الاعتماد على زبون واحد طيلة أكثر من عشر سنوات، كما يطرح مستقبل العاملين في هذه المؤسسة تحديات كبيرة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

و أرجع عدد من المتتبعين أسباب الإخفاق المحتملة و دوافع هذا الإغلاق إلى عدة عوامل، من بينها سوء التخطيط الماليو غياب رؤية مالية واضحة، و ضعف إدارة التدفقات النقدية والإنفاق غير المبرر، و الفشل في التعامل مع التحديات الاقتصادية.

كما رجح مهتمون أن يكون لذلك علاقة بضعف القيادة و غياب استراتيجية واضحة لإدارة المؤسسة و عدم القدرة على تحفيز الفرق وتطوير الأداء و اتخاذ قرارات غير ملائمة للحفاظ على استدامة الفرع و سوء إدارة الموارد البشرية، فضلا على عدم استقطاب كفاءات مؤهلة لتطوير أنشطة الشركة و غياب برامج تدريبية لتعزيز مهارات العمال.

و كشفت ذات الآراء أن هذا الأمر يعزى كذلك لعدم التكيف مع تغيرات السوق و عدم القدرة على استقطاب عملاء جدد و غياب حلول تنافسية أمام الشركات الأجنبية العاملة في القطاع و سوء إدارة المخاطر و ضعف استراتيجيات مواجهة التقلبات الاقتصادية و غياب خطط بديلة للتعامل مع الأزمات المحتملة، بالإضافة للفساد الإداري و احتمال سوء استخدام الموارد، و اتخاذ قرارات قد تكون في صالح أفراد دون مراعاة مصلحة المؤسسة.

إغلاق فرع طنجة يسلط الضوء على غياب دور الدولة في قطاع اللوجستيك بالمنطقة الحرة، في وقت تشهد فيه الشركات الأجنبية نموًا سريعًا، كما يُطرح السؤال حول ما إذا كانت هناك رغبة من جهات معينة لإغلاق هذا الفرع، ومدى علم الوزارة الوصية بهذا القرار، خاصة في ظل الجهود المبذولة لتعزيز قطاع اللوجستيك دعمًا للمشاريع الوطنية الكبرى مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.

في ظل هذه التساؤلات، يبقى مصير العاملين والقدرة على استعادة التوازن في القطاع مواضيع تستحق المتابعة، لمعرفة ما إذا كان هذا الإغلاق مجرد إخفاق تدبيري أم أنه جزء من رؤية أوسع لإعادة هيكلة القطاع؟.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى