بين العائلة والموت.. شقيق يُحاكم بتهمة قتل زوج أخته في جريمة مغربية بهولندا

هبة بريس – محمد زريوح

تعيش مدينة لاهاي الهولندية على وقع محاكمة لافتة أثارت صدمة في الأوساط المحلية، بعد أن التمست النيابة العامة، الأربعاء، إصدار حكم بالسجن 18 عامًا في حق توفيق. إ، البالغ 44 سنة، وإسماعيل.

ح، البالغ 30 سنة، بتهمة قتل كريم القاضي في جريمة طعن وُصفت بأنها “انتقام مغطى بالشرف الكاذب”.

وتعود الجريمة إلى شهر فبراير من عام 2023، حينما توجّه المتهمان إلى شقة الضحية الواقعة في شارع Erasmusweg ثلاث مرات في يوم واحد، بدافع ما أسموه “تأديبه”.

وفي المرة الأخيرة، سقط كريم أرضًا بعد تلقيه طعنة قاتلة مزقت أحشاءه، دون أن تنجح محاولات إنقاذه في المستشفى.

من خلال التحقيقات، اتضح أن الجريمة نابعة من توترات عائلية، حيث رفض توفيق ووالده علاقة شقيقتهما بالضحية، رغم أن الزواج كان قانونيًا ولهما طفلة.

وأكد المدعي العام أن “ما حدث لم يكن سوى قتل بدم بارد بدافع كبرياء زائف”، مشيرًا إلى أن الجريمة قامت على نظرة تقليدية تعتبر الحب جريمة إن لم يمر عبر قنوات العائلة.

اللافت في الملف هو غياب الانسجام بين المتهمين، حيث تبادلا الاتهامات أثناء المحاكمة.

توفيق أقر بمسؤوليته الأخلاقية لكنه أنكر توجيه الطعنة، في حين لم ينفِ تقديمه مبلغ 800 يورو لإسماعيل بعد الواقعة، وهو ما اعتُبر دليلاً على محاولة التستر أو إسكات الشريك في الجريمة.

وقد ألقت رسالة مؤثرة من زوجة الضحية بظلالها على أجواء الجلسة، إذ قالت: “لا أبحث عن الانتقام، بل أؤمن بالمغفرة”.

وأضافت، عبر رسالة تلاها القاضي، أنها تسامح شقيقها، لكنها طالبت مع ذلك بتعويض قدره 150 ألف يورو كجبر للضرر النفسي والمادي الذي لحق بها وبابنتها.

ولم يقف الألم عند الزوجة، بل امتد إلى والدي الضحية، اللذين حضرا الجلسة وطالبا بتعويض يبلغ 40 ألف يورو.

الأم تحدثت بنبرة يملؤها الحزن قائلة: “كريم كان قلب البيت، وخسارته لا تُعوّض”، فيما شددت النيابة على أن القضية تُجسد مأساة ناتجة عن ثقافة رافضة لحرية الاختيار، بانتظار أن تنطق المحكمة بالحكم خلال الأسابيع القليلة المقبلة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى